التوحيد عن إسحاق بن راهويه :
لَمّا وافى أبُو الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام بِنَيسابورَ وأرادَ أن يَخرُجَ مِنها إلَى المأمونِ ، اجتَمَعَ إلَيهِ أصحابُ الحَديثِ ، فَقالوا لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، تَرحَلُ عَنّا ولا تُحَدِّثُنا بِحَديثٍ فَنَستَفيدَهُ مِنكَ! - وكانَ قَد قَعَدَ فِي العَمّاريَّةِ - فَأَطلَعَ رأسَهُ وقالَ :
سَمِعتُ أبي موسَى بنَ جَعفَرٍ يَقولُ : سَمِعتُ أبي جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقولُ : سَمِعتُ أبي مُحَمَّدَ بنَ عَليٍّ يَقولُ : سَمِعتُ أبي عَليَّ بنَ الحُسَينِ يَقولُ : سَمِعتُ أبيَ الحُسَينَ بنَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ يَقولُ : سَمِعتُ أبي أميرَ المُؤمِنينَ عَليَّ بنَ أبي طالِبٍ يَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله يَقولُ : سَمِعتُ جَبرَئيلَ يَقولُ : سَمِعتُ اللَّهَ Uيَقولُ : «لا إلهَ إلَّا اللَّهُ حِصني ؛ فَمَن دَخَلَ حِصني أمِنَ مِن عَذابي» .
قالَ : فَلَمّا مَرَّتِ الرّاحِلَةُ نادانا : «بِشُروطِها ، وأنا مِن شُروطِها».[1]
الأمالي للطوسي عن عبد السلام بن صالح الهروي :
كُنتُ مَعَ الرِّضا عليه السلام لَمّا دَخَلَ نَيسابورَ وهُوَ راكِبٌ بَغلَةً شَهباءَ ، وقَد خَرَجَ عُلَماءُ نَيسابورَ في استِقبالِهِ ، فَلَمّا سارَ إلَى المَرتَعَةِ تَعَلَّقوا بِلِجامِ بَغلَتِهِ وقالوا : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، حَدِّثنا بِحَقِّ آبائِكَ الطّاهِرينَ! حَدِّثنا عَن آبائِكَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ .
فأَخرَجَ رأسَهُ مِنَ الهَودَجِ وعَلَيهِ مِطرَفُ خَزٍّ فَقالَ :
حَدَّثَني أبي موسَى بنُ جَعفَرٍ ، عَن أبيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عَن أبيهِ مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ ، عَن أبيهِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ ، عَن أبيهِ الحُسَينِ سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، عَن أبيهِ أميرِ المُؤمِنينَ ، عَن رَسولِ اللَّه صلى اللّه عليه و آله قالَ : أخبَرَني جَبرَئيلُ الرّوحُ الأَمينُ عَنِ اللَّهِ - تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وجَلَّ وَجهُهُ - قالَ : «إنّي أنا اللّهُ ، لا إلهَ إلّا أنا وَحدي ، عِبادي! فَاعبُدوني . وَليَعلَم مَن لَقِيَني مِنكُم بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ مُخلِصاً بِها أنَّهُ قَد دَخَلَ حِصني ؛ ومَن دَخَلَ حِصني أمِنَ عَذابي» .
قالوا : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، وما إخلاصُ الشَّهادَةِ للَّهِ؟
قالَ : طاعَةُ اللَّهِ ورَسولِهِ ، ووَلايَةُ أهلِ بَيتِهِ عليهمالسلام .[2]
..........................
[1]التوحيد : ص ۲۵ ح ۲۳ ، معاني الأخبار : ص ۳۷۱ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۳۵ ح ۴ ، ثواب الأعمال : ص ۲۱ ح ۱ ، بشارة المصطفى : ص ۲۶۹ ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۷ ح ۱۶ .
[2]الأمالي للطوسي : ص ۵۸۹ ح ۱۲۲۰ ، التوحيد : ص ۲۴ ح ۲۲ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۳۴ ح ۱ كلاهما نحوه ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۷۵ ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۱۳۴ ح ۱۳۰ .