الإمام الخامنئي: ما هو الانتظار؟ إنه انتظار اليد الإلهية الملكوتية القاهرة القوية كي تأتي وتزيل الظلم بمساعدة الناس أنفسهم وتُغلِّب الحق

أيلول/سبتمبر 03, 2025
الزيارات: 39

 

عقيدة المهدوية هذه تنطوي على عدة خصائص، وهذه الخصائص بالنسبة لأي شعب لها حكم الدم والروح في الجسد. إحداها هي الأمل. في بعض الأحيان تسوق الأيادي المتغطرسة والمتجبرة الشعوب الضعيفة إلى مكان يفقدون فيه أملهم. ومتى ما فقدوا الأمل لا يعاودون الإقدام على أي خطوة أخرى، ويقولون ما نفع ذلك؟ لقد انقضى الوقت المناسب ومع من نتصارع؟ وأي خطوة نقدم عليها؟ ولماذا نبذل الجهود؟ لم تعد لدينا القدرة! الاعتقاد بالمهدوية وبالوجود المقدس للمهدي الموعود (أرواحنا فداه) يحيي الأمل في القلوب. فإن الإنسان الذي يعتقد بهذا الأساس لا ييأس أبداً. لماذا؟ لأنه يعلم بوجود نهاية حتمية مشرقة، ولا تراجع في هذا الأمر. هو يسعى لأن يبلغ بنفسه تلك النقطة.
~الإمام الخامنئي ١٩٩٧/١٢/١٦

 

نحن اليوم لدينا حالة انتظار الفرج، أي إننا ننتظر مجيء يد قوية تنشر العدل وتقضي على غلبة الظلم والجور التي سحقت البشرية كلها تقريباً، وتغيّر أجواء الظلم والجور وتطلق نسائم العدل على الحياة الإنسانية حتى يشعر البشر بالعدالة. هذه حاجة دائمة للإنسان الحي الواعي. الإنسان الذي لا يدس رأسه في التراب ولا يقنع بمجرد الاهتمام بشؤونه وحياته الشخصية. الإنسان الذي ينظر للحياة البشرية نظرة عامة شاملة سيعيش حالة الانتظار بشكل طبيعي. هذا هو معنى الانتظار. الانتظار هو عدم الاقتناع وعدم القبول بالواقع الموجود في الحياة الإنسانية والسعي لبلوغ الوضع المنشود الذي سيتحقق بلا شك باليد القوية لولي الله سيدنا الحجة بن الحسن المهدي صاحب الزمان (صلوات الله عليه وعجّل الله فرجه وأرواحنا فداه). علينا إعداد أنفسنا لنكون جنوداً وأشخاصاً مستعدين للجهاد من أجل تحقيق تلك الظروف.
ليس معنى انتظار الفرج أن يقعد الإنسان ولا يفعل شيئاً ولا يهتم لأي عمل إصلاحي، ويغتبط فقط بأنه ينتظر الإمام المهدي (عليه الصلاة والسلام). هذا ليس انتظاراً. ما هو الانتظار؟ إنه انتظار اليد الإلهية الملكوتية القاهرة القوية كي تأتي وتزيل الظلم بمساعدة الناس أنفسهم وتُغلِّب الحق، وتسوِّد العدل في حياة الناس وترفع راية التوحيد، وتجعل البشر عباداً حقيقيين لله. ينبغي الاستعداد لهذه المهمة. تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية إحدى مقدمات هذه الحركة التاريخية العظيمة. أية خطوة باتجاه تكريس العدالة هي خطوة باتجاه ذلك الهدف السامي. هذا هو معنى الانتظار. الانتظار حركة وليس سكوناً أو إهمالاً أو قعوداً كي تجري الأمور لوحدها. الانتظار حركة. الانتظار استعداد. علينا الحفاظ على هذا الاستعداد والجاهزية داخل وجودنا وفي بيئتنا المحيطة بنا. وقد أنعم الله تعالى على شعبنا العزيز شعب إيران حيث استطاع قطع هذه الخطوة الكبرى وإعداد أجواء الانتظار. هذا هو معنى انتظار الفرج. الانتظار معناه شدّ الأحزمة والاستعداد والجاهزية الكاملة للهدف الذي سينهض الإمام المهدي (عليه الصلاة والسلام) من أجله. تلك الثورة التاريخية الكبرى ستندلع من أجل هذا الهدف. هدف إفشاء العدل والقسط، والحياة الإنسانية، والحياة الإلهية، والعبودية لله، هذا هو معنى انتظار الفرج.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠٨/٨/١٧